مثل المتعلم غير المتأدب كمثل شجرة عارية لا تورق ولا تثمر قد انتصبت للناس فى ملتقى الطرق تعترض الرائح وتصد سبيل الغادي فلا الناس بظلها يستظلون ولا هم من شرها ناجون .
فالزم باب عفو ربك، ولا تبرح عتبته، وقل يارب : خذلتني نفسي عن طاعتك، فجئت أشكو إليك حالي، وليس لي راحم إلا أنت، فهل تقبلني إذا عدت إليك؟! وكن على يقين أن أكرم الأكرمين لا يرد سائلاً ببابه، فكيف يرد من جاءه تائباً، وهو الذي أخبرنا على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أنه أشد فرحاً بتوبة عبده من رجل أحاطت به أسباب الهلاك، فكتبت له الحياة من جديد !
" رب ارجعون " إلى لحظات القرب منك ، إلى الحياة ..... بعد أن ضلت قلوبنا وابتعدت كثيرا عنك .
إنَّ حالنا كحال بهلول بن ذؤيب الذي يذكر أنه ظل يبكي ويقول : كيف لا أبكي وقد ركبت ذنوباً إن أخذت ببعضها خلدني في جهنم ولا أرى إلا أنه سيأخذني .
ومضى حتى أتى بعض جبال المدينة فتغيب ولبس مسحا وغل يده إلى عنقه بالحديد ونادى :
" إلهي وسيدي ومولاي هذا بهلول بن ذؤيب مغلولا مسلسلا معترفا بذنوبه "
نعم هذا عبدك ( فلان ) أتاك وهو مغلول بذنبه ، ومعترفًا بجرمه ، ويسألك بكل اسم هو لك ، ويطلب منك وأنت الجواد الأكرم أن ترده إليك ردًا جميلا ، وأن تجعل قلبه ينبض بحبك ، فاللهم لا تجعل في قلبي إلا حبك ولا تجعل فيه تعلقًا بسواك ، واجعله في هداك وابتغاء