بئس ونعم

بئس ونعم

بقلم أمـــانى صلاح الدين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإخوة والأخوات فى الله .......

تعلمنا قديماً قواعد البلاغة وكان أبسطها أن أى تضاد فى أى جملة يقوى المعنى ويوضحه .

ولاأعلم لماذا تبادرت هذه المقولة إلى ذهنى وتساءلت عن التضاد فى البشر هل له دلالة ؟؟ فاكتشفت أنه أيضاً يظهر معنى ويوضح شخصية فكم من علم وجهل مثلاً يجتمعان فى نفس الشخصية .

فكم صادفنا من يحملون الشهادت العلمية الرفيعة ولكنهم يجهلون أبسط قواعد التعامل مع البشر ويحترفون حل المعادلات المعقدة وطلاسم العلوم المختلفة ويرسبون بجدارة فى فهم آية قرآنية بسيطة .

وكم قابلنا من هم يعطون دروساً فى الأدب والإتيكيت ( كما يسمونه ) ولكنهم لايعرفون إتيكيت التعامل مع إنسان بسيط أو من هو دون منهم فى المستوى .

وكثيراً ما نجد من تصلى وتصوم ولكنها لا تقتنع بالحجاب .

كل ما سبق ينم عن تناقض غريب وتضاد يقوى معنى فى ذهنى ويوضحه وهو أن الشهادات العلمية ليست بالضرورة تنم عن شخصية سوية والعكس صحيح ويحضرنى هنا أروع مثال لأعظم شخصية عرفتها البشرية سيدنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم والذى لم يكن معه شهادة علمية ولكنه كان أعظم البشر خلقاً وعلماً على مر العصور فنال شهادة ربانية عظيمة { وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ } القلم 4

ولقد بُعث صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم الأخلاق كما جاء فى الحديث الصحيح .

وأترككم الآن مع قصيدة كتبتها بهذا المعنى أرجو أن يصلكم منها المعنى الذى شعرته فتفاعلت معه وكتبته والتى إخترت لها عنواناً " بئس ونعم "

بئس شهادة الجدران إن لم تحظى برضا الرحمنِ

ونعم شهادة الخلان تنال بها    جنة الرضـــــوانِ

وبئس خلق شـــــائن تحيا به والإســـــم إنســــانِ

ونعم خــــلق كريم تتعامل به بين أهل و إخــوانِ

وبئس كبـــرياء تعلو به أنــفك إلى أعلى عنـــانِ

ونعم تواضع يجــعلك بين الناس عظيم الشـــــانِ

وبئس علم لا تنفع بـــه لا إنســـــــان ولا حيوانِ

ونعم علم يرفعك يـــــوم العـرض على الرحـــمنِ

وبئس صــــــــلاة تدنــــيك من نــار لا لجــــــــنانِ

ونعم سجود يزيدك عــــــزاً وقربـــــاً من المنــانِ

وبئس نفاق فِــــعل لتـــحيا بالـــمدح والإحـــسانِ

ولنعم كــرم لا يعــلم به إلا خـــــــالق الأكـــــوانِ

فلتسعد أخــــى بأخلاق تحيا بها طـــول زمــــانِ

وترفع عن الدنــــايا واهجر بالإيمــان كل هوانِ

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفقيرة إلى الله

أمانى صلاح الدين