الحقيقة والتمثيل
مما لاشك فيه أن التقدم العلمى الذى شهدناه جميعا فى الفترة الأخيرة كان له عظيم الأثر فى تيسير العديد من الأمور العسيرة الصعبة التى كانت تقف عائقاً أمامنا جميعا وسبحان الله الذى علم الإنسان مالم يعلم .
وتطور العلم سريعا وتطورت معه أيضا سلوكيات الناس وكان لا بد أن تتطور هذه السلوكيات إلى الأحسن كما تطور العلم إلى الأحسن .
ولكن ما حدث كان العكس لقد سخرنا العلم لخدمة السيئات فعلى سبيل المثال استخدم الهاتف للنميمة بدلا من صلة الأرحام والسؤال عن المرضى وأصبح الجوال لاسلكى متنقل لبث الأغانى الهابطة والطرف المبتذلة على مسامعك سواء رضيت أم أبيت فأنت مجبر هنا وإن اعترضت تسمع ما لا يرضيك .
ظهرت فى حياتنا أسماء لماركات عالمية لملابس وأحذية وخلافه وسعى الجميع ورائها وكأننا بدونها لن نكون بشرا محترمين
وظهر أيضاً ذلك الإختراع الذى يسمى مركز التسوق ( المول ) والذى يقضى على ما في جيوبك من أموال وبعض الناس الذين أعرفهم يقترضون ليخرجوا من مركز التسوق بعربة مليئة بالبضائع ولا ينقصه إلا حصانين يسحبونها له !
حتى فى الزواج الجميع يقلد ما يراه على شاشات التليفزيون
فالفتاه والشاب إتخذا الفنان الفلانى قدوة والفنانة الفلانية قدوة لدرجة أننى وجدت رجلا يسمى جواله بإسم مغنية ! قلت له هل قبلت أن يكون إسمك أنثى وتعجبت من الرجولة الضائعة
والفتاة تريد ذلك الرجل صاحب الشعر المسبسب مثل فلان واليد الناعمة مثل فلان والعيون الجريئة مثل فلان والشاب يريد فتاة أحلامه " مانيكان " مثل تلك الممثلة ويريدها أن تصبغ شعرها بلون أحمر أو أخضر لا يهم حتى لو أصبحت أمنا الغولة المهم إنها شبه أمها الغولة الممثلة !
لقد خرب التقدم عقول الكثيرين إلا من رحم ربى أصبح ولائنا لغير الإسلام وقدوتنا غير المسلمين
ونسينا جميعا وتناسينا أن المعايير فى الحكم على الناس تخضع أولا للدين ويأتى بعد ذلك كل شئ .
فمثلا الإعلام المشوه جعل الناس تعيش فى الوهم فالكل يحلم بما يراه فى الشاشة ونسى أن كل هذا تمثيل فى تمثيل ولنا عقل نفكر به ونستوعب به الأمور
ولو تفكرنا قليلا وبالعقل فلماذا توجد أعلى نسبة طلاق بين الممثلين والممثلات ؟؟ أليست هى تلك الحياة الرومانسية التى يعيشونها ؟ أو ليست حياتهم هى المثالية التى نقتدى بها ؟؟
أفيقوا من الخيال الكذاب وعيشوا وتعايشوا مع الواقع فالإسلام هو المظلة التى يجب أن نحتمى بها من مطر غزير وشمس هجير هو المرجع والدستور لا عز لنا إلا به ولا كرامة لنا إلا معه قدوتنا فيه الرسول الكريم وسلاحنا القرآن الكريم
وتذكروا أنه كلما تقدم العلم فلابد أن نقلق ونعود إلى الدين لا العكس هل تعرفون لماذا ؟؟؟
لأن قول الله تعالى هو الحق والحق سبحانه قال :
" إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾(يونس:24)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختكم فى الله
أمانى صلاح الدين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق