أهلا وسهلا بكم فى مدونة أمانى صلاح الدين

الجمعة، 19 أغسطس 2011

الأصغرين


الأصغرين

بقلم أمانى صلاح الدين



" المرء بأصغريه قلبه ولسانه "



لقد أعجبتنى هذه المقولة الرائعة البليغة جداً فيالها من بلاغة فما أصغر اللسان وما أصغر القلب والعجب كل العجب أن صلاحهما صلاحاً للبدن كله والعلاقة بينهما علاقة وطيدة .



القلب تلك المضغة والتى محلها بين الضلوع والتى تبدأ بحرف القاف والذى فيه العمق الواضح والذى ينتقل برقة إلى حرف اللام وما فيه من ليونة ثم إلى دبيب حرف الباء والذى فى تصورى إشارة لضربات القلب ( بم بم ) .

أما اللسان فى تحليلى المتواضع فاللام من لاك ( كلام أو طعام ) وأما السين ( سهو ) والألف ( الى ) وأما النون ( نعيم أو نار )  .

ياالله ما أحلى اللغة العربية فعندما أتفكر فى كل كلمة وأقوم بفك شفرتها بعد تفكر وتدبر أجد لها علاقة غريبة بمقصدها وغايتها .

فأنت عندما تلوك بلسانك كلاماً خيراً كان أو شراً أو تأكل طعاماً حلالا كان أم حراماً وتسهو وتنسى فإما يأخذك ما فعلت إما إلى نعيم مقيم أو جحيم أليم نسأل الله السلامة والعافية ويضخ اللسان ما لاك إلى قلبك والقلب يضخ إلى لسانك ما وقر فيه  .

وكان إبن مسعود رضى الله عنه يقول " يا لسان قل خيرا تغنم وأسكت عن شر تسلم من قبل أن تندم "

والغنيمة كل الغنيمة فى ذكر الله وقول معروف ونهى عن منكر ونصيحة خالصة لوجه الله الكريم ودعوة إلى طرق الهدى والصلاح ولن يموت قلب صدق على قول اللسان وآمن بما يصدر منه بل ويكاد يكون القلب هو من يحركه ويحثه ويلجمه بلجام الكلمة الطيبة حتى لا يكون نافخاً للكير ولكن بائعاً للمسك يعطر المكان بمسك الكلمات وعبيرها.



إن ما يقوله المرء يحصده وحصاد اللسان البذئ مر وحصاد اللسان البرئ خير كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فى الحديث " ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم ، أو على مناخرهم ، إلا حصائد ألسنتهم" الراوي: معاذ بن جبل المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2616



وكذلك القلب فى صلاحه صلاحاً للجسد كله كما فى الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " إلا وإن في الجسد مضغة ، إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت ، فسد الجسد كله . ألا وهي القلب "

الراوي: النعمان بن بشير المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1599



الخلاصة

يجب أن يحافظ كل منا على أصغريه ويصلح منهما قدر الأمكان يجب أن نقوم بترطيب اللسان بذكر الله وطيب الكلام وأن نزن أى كلمة قبل أن تخرج من ذلك الأجوف فإن كانت خيراً فأطلقها وإن كانت غير ذلك فاحبسها .



كما يجب أن نقوم بجلاء القلوب من الصدأ ونزيل كل ما علق بها من حب الدنيا وفتنها وأن تكون عامرة بحب الله الرحمن الرحيم وحب رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وحب المسلمين اجمعين وأن تعمر بالخير والأيمان أبد الآبدين .



أدّبت نفسـي فمـا وجـدت لهـا بغيـر تـقـوى الإلــه مــن أدبِ

فـي كـل حالاتهـا وإن قصُـرت أفضل من صمتها على الكذبِ

وغيـبـة الـنـاس إن غيبـتـهـم حرّمها ذو الجـلال فـي الكتـبِ

إن كـان مـن فضـة كلامـك يـا نفس فإن السكوت مـن ذهـبِ

" سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه "



ودمتم فى امان الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق